عندما اكتب افتح نافذة مابعد الظاهر ،اكتب لأن الكتابة عندي انفجار داخلي وتمرد على القبح السطحي الذي يغلف القلوب قبل العقول ،اكتب لأن الاحتراق في صدري يحتاج منفذ ولان الفكرة التي لا تقال تتحول الى سكين قاتل ،اكتب من العزلة التي لا يعرفها الا من اصبح خصما لنفسه ،من الليالي التى تجرد بها الإنسان من زيفه ،اهجر كل فكرة لا تشبهني لا يمكنني الكذب على روحي قبل الآخرين ،احمل صوت الخير بداخلي وذبذبات الحق على حروفي ،اكتب لأنني لا اعرف العيش دون كتابة وكلما أفلت ُمن يد العالم القى نفسي في حبر القلم من جديد وبين سطور الورق ، حروفي خرجت من فوهات التجربة من صرخات روح مدوية ومن دموع مقل مترفة الم ،كل كلمة هنا أضعها على صفحتي هي ظل من ظلي ونبرة من صوتي وشرارة من ناري ،اعيد خلق نفسي من رماد الاحتراق ،كل كلمة نسجتها على الورق دفعتها من المي من تلف اعصابي ،من ليل طويل جلست به وحيدة اتأمل المواقف والذكريات التي تملأ رأسي وأتذكر كل كلمة خرجت من صراع داخلي ومن تجارب دفعتنني إلى حافة الانهيار انا لا اقلد أحد انا البصمة التي تترك أثرا طيبا كالفراشة التي تنثر املا ان طارت ،انا نتاج وعي مؤلم اعلم أن الكلمة أن خرجت أصبحت موقف ،كل جملة هي صدى معركة جرت بداخلي بين ثلاثة ذوات ،عقل يفكر وقلب ينبض وروح تتنفس ،فإن كان الآخرون يكتبون بما تعلموا فأنا اكتب بما أرى وأشعر ،اكتب من المكان الذي لا يعرفه أحد من بين الضلوع أشعل فتيل القلم لأحرر حروفي من القيد لترسم معاني على قدر الالم ،من الهوة التي تخشاها الأرواح وتستسلم أمامها العقول المتكبرة ،انا تلك الروح التي قررت أن تخرج من صمتها ومن قالبها وتجرؤ أن تكوّن ذاتها ، انا ابنة النور ابنة السؤال الذي يجري في أعماقي ،تلك التقنيات الجيدة في النسخ واللصق عاجزة عن كتابة مابقي في روحي وعاجزة عن معرفة امرأة مثلي تعرف كيف تصمت ، و لا آلة تعرف كيف تمسك غضبي وتفهم انكساراتي ،الآلة لا تعرف كيف يدوي الضجيج في راسي في الهزيع الاخير من الليل ولا تعلم كيف تلملم جراحي وتكفكف دموعي ، انا تلك المرأة التي صقلتني الهزائم قبل الانتصارات لمن أبت أن تستسلم مَشيت حافية القدمين لتكمل دربها الممتلئ بالاشواك لعل تلك الأشواك تخلق ورودا من دموع عيونها عندما ترويها من الم روحها ،انا تلك المرأة التي لا يلقّنها برنامج بارد كيف تعبر عن قلقها وحزنها وحبها وشوقها ،ولا يترجم لها خوارزم مجهول نبض أفكارها وشتات عقلها ،اكتب وجودي معاناتي ارتطامي اكتب مشاعري الدفينة اكتب حكاياتي المجهولة التي لا يعلمها أحد إلا روحي التي تعثرت بها مرارا واياما خبأتها في أعماقها مخافة أن يعرفها أحد ،اكتب من غربة روحي التي حاولت أن تهزمني مرارا لكن حولتها إلى جناحين كي تحلقان بي عاليا ،لي بصمتي الخاصة التي لا تشبه الا ذاتي لا اكتب لاجامل العالم بل لاشرح وحدتي واخفف العبء عن روحي تلك الحروف التي منحها الالم عمقها وسكبتها على الورق من عمق التجربة ،فأنا لست ظلا ابحث عن ضوء أو شهرة كل ما أريده أن اعبر عن مكنونات روحي وخواطر نفسي الحزينة .

هواجس حزينة .