سيبقى يراعي ووورقي وحدهما وطني وملجأي الذين لا يملان مني ولا يخوناني ،الى طفولة حروفي وبراءة حبري ،ونضوج كلماتي ،وكهولة خواطري ،تسيران بي الى حيث احلامي المنتظرة وآمالي المرتقبة ،لم يبقى مااوصد به باب قلبي بعد أن امتلأ شوقا وحنين ،فلتكتب ايها القلم مذكرات رحلتي بين سطوري ،لعل أحدا هناك في زمن بعيد يتعثر بحروفي ويستدركها حتى وإن كانت بين السطور ،ستأتي يوما ايها المتعثر بخطواتك لتسقط وتلتقط حروفي ،فتنهض بها من مستنقع عاشت طويلا دون ملل أو كلل ،اتدري لماذا ؟..لأنها كانت على يقين أنه هناك قارئ متمكن يستطيع التقاطها وهي بين السطور ليضعها في موقعها المناسب فوق السطور ،ويصحح لها همزاتها ويضع لها علامات الترقيم المناسبة مع التنوين من النصب والرفع والجر ،سيضمها إلى قائمة مذكراته ،ويرفع من شأنها ويجرها إلى مكتبته حيث الرفوف الأنيقة ،هناك في ركن سري ،لن تكتب تلك الحروف الا بعطر الياسمين وماء الورد ...
...مذكراتي ...
أن المحار الذي لم يجرح بأي شكل من الأشكال لا يمكن أن ينتج اللؤلؤ ؟
اللؤلؤة هي جرح ملتئم ...
الجزء الداخلي من صدفة المحار عبارة عن مادة لامعة تسمى "الصدف "...
فعندما تدخل الجرثومة أو حبّة الرمل تبدأ خلايا الصدفة عملها وتغطي حبة الرمل بطبقات وطبقات أكثر لحماية الجسم الأعزل من المحار ،ونتيجةً لذلك يتم تشكيل لؤلؤةً جميلةً !..
كلّما زاد عدد اللآلئ كلّما زادت قيمة..
الّله جلّ جلاله لا ينزل بنا المحن والألم بدون حكمة ..
لكل ألمٍ حكمة ولكل بلاءٍ عبرة ..
إنّ المحن والابتلاءات العظيمة التي تمرُ بها الأمّة لا تقارن أمام ما ادخرّه لها من عظيم التمكين والجزاء في الدنيا والآخرة ..
(( وما يلقاها إلّا الذين صبروا وما يلقاها إلّا ذو حظٍ عظيم ))
عندما نعلم هذه الأسرار نكتشف كم هي قدرة الله عظيمة ، وكم نحن غافلون عن أمورٍ نعتبر ها بلاءً وهي نعمة من نعم الله ،فعليك ايها الانسان ان لا تنتقص من أي شيء ولا تقلل من أهمية أي أمر ،هنا تتجلى عظمة الله تعالى وقدرته .
أصبح اللقاء بك يغريني حتى وإن كان على هامش الحروف ،يأتي كنبضة مفاجئة يربك قلبي ويمضي ،كفاك وجعا ياقلبي كفاك قهرا ،فنحن من قسوة الدنيا علينا أبكينا البكى علينا ،إن لم تكن ايها الانسان حنونا وانت في عز خطأك مافائدة حنانك والدنيا صحيحة ،وإن لم تراعي وقت الحزن مافائدة مراعاتك وقت الفرح ،أما إن لم تتفاهم ثورات الغضب والغيرة والعتاب فما فائدة تفهمك التجاوز والعالم كله هادئ وساكن .
جميعنا نحتاج لإنسانٍ يكون كفئاً في أوقاتنا الصعبة ،أمَّا عند الرّخاء فالجميع يكون كُفئاً .
عندما يتميز الإنسان بأسلوب شفافيته ورقيّه فإنه وصل إلى أعلا مراتب الإنسانية ،ليس الرّقي في الكلام الجميل ،فالجميع يمكنه أن ينمّق كلامه ويزيد عليه عسلاً لكن ليس الجميع يمكنه أن يتعامل بشفافية ورقيّ،وهنا جوهر المضمون فنّ التعامل واللباقة إضافة للاحترام .
الحياة في جغرافية لسان الضاد شبه متشابهة ،لذلك الكل يكتب تصوره الشخصي بعيدا عن الاعتقاد ،فهناك دلالات عميقة في النفس وتشبيهات ظريفة في الظروف والأحوال وما يكتب المرء في هذه الجغرافية الا مايجول في خاطره ؟؟
كلّنا يعرف أن النفوس مختلفة هناك أصحاب نفوس وهمم عالية تتعامل مع الجميع بكل طيب واحترام ،هؤلاء هم يتصفون بوسعة إدراكهم ولديهم وقفة تأمل في الحياة هؤلاء يلتزمون حكمة الصمت ،والصمت أبلغ ،فإن كان الكلام من فضّة فالسكوت من ذهب ،تحياتي لأصحاب العقول الراقية والهمم العالية لكم محبتي ومودتي وقبلهما احترامي وجلّ تقديري لكم جميعا .
Pierre Martin
حذف التعليق
هل أنت متاكد من حذف هذا التعليق ؟
Hazar Gh
حذف التعليق
هل أنت متاكد من حذف هذا التعليق ؟