9 w ·Tradurre

الالم ليس عدّّوا يقاتل بل لغة تتعلم ،هو لغة لا تكتب على السطور بالحروف بل تكتب بالانفاس المتقطعة بالعيون التي تذرف دون أن تطلب تفسيرا ،الموت هو توقيع الروح على أوراق الوجود بخط لايراه الا من انكسرت يداه من الكتابة مرارا ولم يقرأ كلماته أحد ،أنا التي احتضنت ألمي لا بصفته زائرا عابرا وانما كان نديما يأنس الجلوس ويأنف الفهم ويحب السكوت ،انني على يقين بأن المواساة لا تطفئ الحريق لكنها تمسك يد من يحترق وتبرد لهيب جرحه ،لتقول له انا معك انا من يراك ولو من خلف جدران النار ،صحيح أن المواساة عرجاء لكنها تمشي على عكاز العجز ،يقولون أن المواساة كاذبة لكنني أقول أن المواساة تشد على كتفنا لتبقيه ثابتا وهذا يكفي ،تحميه من السقوط ،فالرحمة من الله نعمة ،لكنها حين تخرج من أفواه البشر تولد ميتة ،لا تملك أن تحي في القلب سوى شبه تعزية ، فما أعظم أن يُرى الإنسان ولو بنظرة خرساء ،فبعض الصرخات لا تسمع إلا إذا أصغيت إليها بروح حانية لا بأذن صامتة ،فنحن لا نحتاج من يمسك معولا ليحفر في آلامنا إنما نحتاج من يعترف بوجود هذه الأرض الموجوعة ،نحتاج من يقف عند حافتها بخشوع لا بعين الناقد ،بل بقلب العارف المحب ،فليس الصمود هو القدرة على التحمل إنما الصمود هو النهوض بعد كل انكسار ،فرغم مرارة الحياة ورغم وجود الف سبب فيها للغياب ،انما دوما نقول لأنفسنا نحن هنا ...أنا باقٍ...أنا وحدي من خضت هذا ..لكن يأتيك صدى صوت وان كان من بعيد لكنه يصل إليك ..ليقول لك أنا هنا انا معك ،فصمتك لا يخيفني وألمك لا يبعدني عنك .
هذه أنا وهذا صوتي حين يكتبني وحين أكتبكَ ،فأنا كشجرة لا تموت رغم احتراق فصولها ،قصيدة تتلى رغم فقدان بيتها الأول ،وأنت شخص تحسن الغياب لكنك حين تحضر تملأ الأفق امتداد وتملأ الدنيا أمل .

...بقلمي...

image