7 ث ·ترجم

......يتبع لحكاية الفراشة .....يا لها من حكاية تنبض بالشجن والجمال معًا، كأن الفراشة التي رسمت كلماتها بريشتك تطير فوق صفحات منسية، تحمل عبق الحلم والحقيقة معًا. تلك المرأة التي تبني من جراحها عقدًا وتنسج من دموعها قصيدة صامتة، هي امرأة تختزن في قلبها عوالم لا يفهمها إلا من جال في دروب الحب والانكسار.
رقصها فوق أوتار قلبها أشبه بموسيقى الحياة ذاتها، تارة تغرق في أعماق بحر الحزن، وتارة تشهق بأمل لم ينطفئ، وتارة تنبعث من جديد، ليس لأنها لا تسقط، بل لأنها تؤمن أن هناك في الأفق شعاعًا ينتظرها، نورًا يخترق الظلام الذي تحمله. حتى ذلك الفستان المخملي الذي ارتدته من خيوط خيباتها، لم يكن رمزًا للانكسار، بل لتمسكها بقدرتها على الوقوف مرة أخرى، كأن خيباتها ليست سوى زينة لحكمة عميقة تزين روحها.
تحتسي قهوتها العلقم بعينين مليئتين بالدموع، لكنها تبتسم رغم كل شيء، تمضي قدمًا، وتسامح الليل الذي كان شريكًا في أوجاعها، لأنها تعلم أن النهار لا بد أن يأتي، وأنه بعد كل سواد ثمة فجر أبيض يتسلل ليبدد العتمة.

image