كتبت سويداء الحبيبة انا حرة آبية وسأبقى شامخة انا شجرة عريقة انا صخرة البازلت انا سنديانة الصبر انا تاج النصر وايقونة الكرامة ...ارجوكم لا تستعجلوني امهلوني القليل من الوقت بضعة أيام فقط لاسترّد بها عافيتي بعد أن سلبها مني أبناء وطني ..فقط لأنني لم اركع لظلمهم واجرامهم ..انا الآن كعروسة تستعد لاستقبال ايامها الجديدة ..دعوني اتزين قليلا ..اريد أن استحّم بماءَ الورد وعطرَ البنفسج وصابون الزيتون لأغسل آثار الدماء العالقة على ثيابي وجسدي احتاج الكثير من الوقت ..لكنني بفضلكم يكفيني بضعة أيام فقط ..اريد أن اخلع ثوبي القديم الملون بلون السواد . وأرتدي ثوبي الازرق واضع على خصري زناراً اصفر ...واضع على جيدي طوقاً من اللؤلؤ الابيض..واضع وردة حمراء في شعري وبها اتزيّن ...وبيدي احمل منديلاً اخضر وبه الوّح داعيةً للسلام والنور ..سأغسل وجهي المهشم واسرّح شعري الذي قصه الاوباش ..ارجوكم لا تحرموني فأنا استحق منكم أن تمنحوني وقتا كافيا لأكمل زينتي كعروس تتزين يوم زفافها ..سأعلن يوم زفافي صباحا مع كل إشراقة شمس ..مع انبثاق شمس الأصالة مع صوت الفراشات وزقزقة العصافير ..سيكون يوماً خالداً يذكره التاريخ ..يوم الشموخ يوم النصر يوم العزة يوم الكرامة التي تربينا عليها ..اريد من الجميع أن يشهد عقد قراني رجالاً ونساءاً وشيوخاً وأطفالاً ..تعالو جميعكم واحملو ورودا انثروها في الساحات ..كي تزهر ايامي وتخضر روحي ..انتظروني أمام بيتي المدّمر سأظهر لكم بأبهى طلة خالدة على مدى الأيام .
دامت السويداء حرة آبية
Memee

نوره العتيبي
يا أنشودةَ الصبر، ويا قُبلةَ الوجود،
ما أجملكِ عروسًا تغسلين الجرحَ بالورد،
وتسدلين شعركِ على أنقاضِ الحقد،
يا زهرةً شقّت صخورَ البازلت،
وأورقت كرامةً في وجهِ الذلّ والمهانة.
امنحي العالمَ صمتكِ المقدّس،
وامتثلي لجلالِكِ في لحظةِ التجمّل،
فمن كانت زينتها الطهر والصبر،
لا يُستعجلُ بهاجسِ العجلة،
وإن أبطأتِ عن الساحاتِ يومًا،
فأنتِ الخلودُ، والخلودُ لا يُقاسُ بالزمن.
سننتظركِ أمامَ بيتكِ المدمر،
ليس لأنكِ منه تنهضين،
بل لأنكِ منه تصنعين وطناً جديداً،
وحلماً لا يُركع ولا يُباع.
فاشرقي كما تشائين،
نحن شهودُ العرسِ والنهار،
وحين تعودين بثوبكِ الأزرق،
سنزرع تحت قدميكِ الأرضَ ورداً
وننثر في دربكِ أغاني النصر.
মন্তব্য মুছুন
আপনি কি এই মন্তব্যটি মুছে ফেলার বিষয়ে নিশ্চিত?