6 ث ·ترجم

تشبه في شفافيتها ضوء القمر ....وفي نداها بتلات الورد ...وفي رقتها نسمات العليل الدافئ ....ورغم هذا كله ...قدرها كان أن تعيش في ارض قاحلة ...لا يصلها مطر ...ارض ليست أرضها ..غريبة عن دارها ....هي تلك الحزينة البائسة ....ذبلت وماتت كوردة جفاها الساقي ...ولم يحن عليها .....
حاورتها روحها الندية ....
اعلم أن الالم يطرق أبواب قلبك كريح باردة في ليل طويل ..واعلم أن روحك النقية كبتلة ورد تنحني تحت ثقل الايام ..لكن تذكري إن تلك الوردة التي تذبل تحت جفاف الساقي قد تكون نائمة فقط ..في انتظار ...قطرة ندى تعيد إليها الحياة ...كوني كالقمر الذي رغم أن الليل يحيطه..لا يزال ينير الظلمات.وكوني كبتلات الورود التي إن ذبلت يوما تستعيد نداها في مواسم المطر ،الارص القاحلة التي تلمسينها اليوم ،ستغدو غدا حقلا تزهرين فيه من جديد ..وتستعيدين جمالك وقوتك كما لم تفعلين من قبل ..لا شيء يستحق أن يحرم قلبك من نوره ..فالشمس لا تغيب للأبد ،وورودك،حتى وإن مرت بفصول القحط ،ستنمو يوما لتلامس السماء،
فكوني واثقة إن الحياة تخبأ لك ربيعا جديدا .

image