برنامج بيغاسوس: عين التجسس الإسرائيلية ودوره في الصراع الحديث

مع التطور السريع للتكنولوجيا الرقمية، برزت أدوات وبرامج التجسس الإلكتروني كجزء أساسي من الصراعات العسكرية والاستخباراتية في القرن الحادي والعشرين.

 

  Pegasus برنامج بيغاسوس:  

  ما هو وكيف يعمل؟  

 برنامج بيغاسوس هو برنامج تجسس إلكتروني متقدم يمكنه الوصول إلى الهواتف الذكية دون علم المستخدم. 

 يمكن للبرنامج أن يخترق الجهاز ببساطة عن طريق رسالة او تعليمة اتصال بسيطة عبر ثغرات (غير معروفة تقنيا)، وهو قادر على: 

 • الوصول إلى الرسائل النصية والمكالمات. 
• تتبع الموقع الجغرافي للجهاز.• تفعيل الكاميرا والميكروفون للتجسس على المحادثات.
• جمع بيانات التطبيقات مثل WhatsApp وFacebook.بيغاسوس لا يقتصر فقط على اختراق الأجهزة، بل يعمل أيضًا في الخفاء دون ترك أي أثر، مما يجعله أداة مثالية لأجهزة الاستخبارات التي تعتمد على السرية لجمع المعلومات.

  دور بيغاسوس في الصراع بين إسرائيل وحزب الله  

على مر السنين، طورت إسرائيل تقنيات استخباراتية متقدمة لاستخدامها في مواجهة خصومها الإقليميين، ومن بينهم حزب الله. كان حزب الله يعتمد على شبكات اتصالات معقدة ومشفرة لتنسيق عملياته، ولكن الاستخبارات الإسرائيلية استطاعت عبر برنامج بيغاسوس اختراق هذه الشبكات، مما ساهم في الحصول على معلومات قيمة عن تحركات الحزب وخططه.

تشير تقارير متعددة إلى أن إسرائيل نجحت في اختراق الهواتف الذكية لبعض قيادات حزب الله، واستخدام المعلومات التي تم جمعها لاستهداف مواقعهم بدقة متناهية. هذه الضربات الموجهة استندت إلى المعلومات التي تم الحصول عليها بواسطة بيغاسوس، ما جعلها جزءًا أساسيًا من الحملة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية ضد الحزب.

القدرات الفائقة لبيغاسوس في تتبع الشخصيات الرئيسية

القدرة على التجسس على القيادات ليست مقتصرة على جمع المعلومات، بل تمكن إسرائيل من توجيه عمليات دقيقة مثل الاغتيالات المستهدفة والضربات الجوية. من خلال اختراق اتصالات حزب الله، نجحت إسرائيل في توجيه ضربات مدمرة استنادًا إلى المعلومات الاستخباراتية التي تم الحصول عليها. بيغاسوس يلعب هنا دورًا حاسمًا في الكشف عن التحركات السرية لأعضاء الحزب والعمليات اللوجستية.

  أجهزة البيجر: البداية التقليدية للاختراقات الاستخباراتية  

إلى جانب بيغاسوس، تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل لم تبدأ استخباراتها الإلكترونية مع بيغاسوس فقط. ففي التسعينيات وأوائل العقد الأول من الألفية، استخدمت إسرائيل أجهزة البيجر التي كان يعتمد عليها حزب الله للتواصل بين قياداته. تمكنت الاستخبارات الإسرائيلية من اختراق هذه الأجهزة، مما ساعدها على جمع معلومات حساسة حول تحركات الحزب وعملياته.

رغم أن أجهزة البيجر تُعتبر وسيلة تواصل قديمة اليوم، إلا أنها كانت آنذاك جزءًا مهمًا من شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله. بفضل هذه الاختراقات، استطاعت إسرائيل توجيه ضربات استراتيجية، وكشفت ضعفًا في منظومة الاتصالات التابعة للحزب، الذي كان يعتمد على سرية الاتصالات لتنفيذ عملياته العسكرية.

  التحول الرقمي ودور بيغاسوس في الصراع الحديث  

مع التحول التكنولوجي والاعتماد المتزايد على الهواتف الذكية والتطبيقات المشفرة، أصبح بيغاسوس الأداة المثلى لمراقبة ومتابعة أنشطة الأفراد والمنظمات المعادية لإسرائيل. قدرته على اختراق الأجهزة الذكية دون ترك أي أثر تجعله جزءًا حاسمًا من الصراع الحديث، حيث تعتمد الدول على الحرب السيبرانية لجمع المعلومات وتعطيل عمليات الأعداء.

استخدام بيغاسوس لا يقتصر على حزب الله فقط، بل تشير تقارير إلى أنه استخدم في العديد من المناطق حول العالم، بما في ذلك في الصراعات الإقليمية بين إسرائيل والفصائل المسلحة الأخرى. تكنولوجيا مثل بيغاسوس تقدم لإسرائيل تفوقًا استخباراتيًا كبيرًا، مما يجعلها قادرة على التصدي للتهديدات قبل حدوثها.

  مستقبل الاستخبارات الإسرائيلية وبرامج التجسس  

من خلال الجمع بين التكنولوجيا القديمة والحديثة، تمكنت إسرائيل من تطوير منظومة متكاملة من الاستخبارات السيبرانية التي تعتمد على أحدث الابتكارات في مجال التجسس الإلكتروني. بيغاسوس هو مجرد بداية لعصر جديد من الحرب الإلكترونية، حيث تتنافس الدول على تطوير برمجيات قادرة على اختراق الاتصالات الإلكترونية للأعداء.

في ظل الصراعات المستمرة، ستستمر إسرائيل في توظيف برامج التجسس مثل بيغاسوس، ليس فقط في جمع المعلومات، ولكن أيضًا في توجيه العمليات العسكرية وضمان تفوقها الاستخباراتي. ومع تقدم التكنولوجيا، يمكن أن نرى المزيد من الابتكارات التي تعتمد على نفس المبادئ، مما سيجعل الصراعات المستقبلية أكثر اعتمادًا على القدرات الإلكترونية.

     خـــــــاتمـــة:     

   بيغاسوس كجزء من التفوق الاستخباراتي الإسرائيلي  

إن برنامج بيغاسوس يُظهر بوضوح كيف أن التكنولوجيا والاستخبارات تتداخلان بشكل متزايد في الحروب الحديثة. بفضل برمجيات التجسس المتقدمة، أصبحت إسرائيل قادرة على تحقيق اختراقات مهمة في صراعاتها مع خصومها الإقليميين، مثل حزب الله. في عالم يعتمد بشكل متزايد على الاتصالات الرقمية، سيلعب بيغاسوس وأدوات مشابهة دورًا حاسمًا في تحديد مسار الصراعات وتوجيه السياسات العسكرية والاستخباراتية.

 


Bassam Alkarishy

8 مدونة المشاركات

التعليقات
Basem Maklad 3 ث

تسلط هذه المدونة الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه برنامج التجسس "بيغاسوس" في الحرب السيبرانية والاستخباراتية الحديثة، خصوصًا في الصراع بين إسرائيل وحزب الله. بفضل التكنولوجيا المتقدمة مثل بيغاسوس، أصبحت عمليات التجسس وجمع المعلومات أكثر تطورًا ودقة، مما يغير بشكل جذري من قواعد اللعبة في الصراعات الإقليمية. المقال أيضًا يشير إلى التطور التاريخي للاستخبارات الإسرائيلية واستخدامها لبرامج التجسس على مر السنين، مما يجعل هذه المدونة مصدرًا مهمًا لفهم العلاقة بين التكنولوجيا والصراع.