1 که در ·ترجمه کردن

لقد حاولوا دفننا ، ولكنهم لم يعلموا أننا بذور .....
السويداء مدينة البازلت والعنب والتين والزيتون والحكايات المشوقة ع الجدران القديمة ، أنشودة الحب التي تعانق صدى الجبل ، ويغنيها قمح السنابل ، والريح موسيقا ، حضن الشعراء ومهد الأصوات الطافحة بالحنين ، والتي تعشق الوجع وتحوله إلى نغمة شجن ، وهي بيت من لا بيت له .
مدينتي التي تعرضت لهجمة لم تكن ككل هجمات المجوس بل هجمة تدمي القلب ، هجمة من الجهل المدجج بثقافة التوحش ، من ظلام لا يعرف النور ولا يعترف بالجمال ، أراد أن يسرق من وجهها المشرق ، ويطفىء نور الحب الذي يسكن كل شيء فيها ، نسوا أن السويداء لا تموت من طعنات الغدر التي اعتادها ، بل نتوجع ثم نقف ككل قنطرة فيها ، تنزف ثم ينبت فيها الربيع من جديد .
أبناء مدينتي ما ارتجفوا ، وما باعوا الحكايات ، فأمهاتهم أرضعنهم النخوة مع الحليب ، علمن أبناءهن بأن الكرامة لا تورث فقط ، بل تحمى وتزرع في كل حجر وشارع وقلب نابض ، في كل بيت شاعر ، وفي كل مقهى عازف وفي كل زقاق قصة عشق ، كيف يمكن لثقافة التوحش أن تهزم هذه المدينة الندية بالحب ؟؟!
وقف الأبطال في وجه الغزاة ، ليس بالسلاح فقط بالشموخ ، ورفض الإنكسار ، سلاحهم شموخ البازلت .
الآن ألقوا سلاحهم جانبا ...لا هروبا ولا ضعفا بل لأجل حرب إعادة البناء ، حرب الجمال حرب الكلمة حرب المكنسة والمعول ، الآن بدأت معركة الحب ، لأننا بالحب بدنا نعمرها ، بأغان تنبعث من البيوت المحروقة ، وبقصائد تكتب فوق الخراب وبخطى وزغاريد الأمهات العائدات إلى أسواقهن وبضحكات الأطفال وهم يركضون في ساحاتها من جديد ، نعمرها حين نزرع وردة ع جدار مهدم ، حين نكتب اسم شهيد ع باب المدرسة وحين نروي الحكايات للأجيال القادمة ، أن الجهل مر من هنا ...ولكنه لم يستطع البقاء ، السويداء ستعودين كما كنت حرة بل وأجمل ستعودين موطنا للحب ، نبعا للفن ، ملاذا للكرامة لأن من أرضعت أبناءها النخوة لاتعرف سوى أن تنهض و بالحب ، فقط بالحب بدنا نعمرها .
بيت العز يا بيتنا على بابك عنبتنا.

image