بوح عل أعتاب الخمسين من عمري ...
في مارثون العمر لم تكن الحياة يوما منصفة معي في هذا الزمان ،دوما تهزمني بثقلها على قلبي لكنني كنت دوما اهزمها بابتسامتي التي طالما كانت سلاحي في هذه الحياة ،لست ادري في اي منعطف على الطريق انا ،اضعت روحي منذ سنين تاهت مني الحياة رغم كل ماحولي من أناس ،افتقد لروحي عندما كنت طفلة مدللة تتراقص بين الزهور وتلعب مع الفراشات اكبر همها أن تحصل على لعبة تلاعبها وان تلعب مع طفل يمازحها أن ترتمي بين احضان امها وتقبلها عندما تبكي .
كنت دوما اتسائل لماذا كل هذا الوجع ،ومن الوجع أيضا أن اعرف الإجابة متأخرة ،لقد كنت مثالية أكثر من اللازم طيبة أكثر من الموجود في زمن شح فيه الطيب ،كنت لا اسامح نفسي على الأخطاء واجلدها دوما حتى التعب والارهاق ،كنت اريد دوما ان يكون الجميع مثاليا وكنت أظن أن لدى الجميع قلوب طيبة صادقة لا تنبض الا بالمحبة والرحمة لكنني خُدعت بأن القلوب مختلفة لا تتشابه ابدا وان الطيّب ليس بالضرورة أن يلتقي بالطيبين دوما ،انعكس ذلك كله على حياتي وجعلها كدولاب الهامستر يدور حول نفسه دوما دون توقف دون معرفة النهاية ،رغم محاولاتي الحثيثة أن اعاقر التقاعد المبكر في حياتي عن كل مايدور حولي لكني كنت اجتّر مآسي الكون كله بصمتٍ،اصبحت الهزائم والانسحاب أمام الآخرين دوما محببّة لدي ،بينما قلبي في الركن الآخر يحتفل بنفسه بعيدا عن الضجيج ،عندها علمت أنه لا يمكن للعالم أن يتغير ،عملت جاهدةً على تغيير نفسي والاهتمام بها ومحبّة روحي ،قررت أن اعتني بقلبي وروحي قبل أن يتآكل من جرف السنين ،وأعلنت الأنانية في حبّ ذاتي دون أن آذي أحدا ً،حسنا سأعترف أنني هزمت أمام جبروت البشر لكنني لم اهزم أمام ذاتي ،فما زلت املك القدرة على حبّ الاشياء ، تغريني وردةً في بيت قديم ،احبّ الغيوم وموقد الحطب أشعر بالحنين عند رؤية الطيور يؤلمني غروب الشمس وافرح عند شروق الشمس لانه بداية يوم جديد مزهر ،وانسى مع هدوء القمر تعب يومي ولي الف حكاية مع المطر وعطر الياسمين وعبق البنفسج ولون الربيع ،احبّ الادب قبل العقل ،والاحساس قبل الوجه واحب من يحترم الفكر وكيف يختار الحرف إن نطق أبهرَ وإن صمت َ اوصلَ دون حرف ٍ.
اليوم في يوم ميلادي اتمنى أن يهدأ الضجيج من حولي وتستكين روحي ويعمّ السلام من حولي كما هو في داخلي ،ماضرّك لو اطفأ العالم أضوائه في وجهك من حولك مادام النور في قلبك يسطع متوهجاً.
ممنونة لكل من رافق سنواتي إلى هذا اليوم ولمن بقي على عهده وطيب قلبه معي ،وممنونة جدا لكل شخص قدّم لي معروفاً ولو بسيطاً لا يسعني إلا الشكر لكل القلوب الجميلة ولكل من يؤمن بي وبوجودي .
....من مذكراتي ....،،،،💚💚💚💚