1 di - Menerjemahkan

في ظل واقع عربي-إسلامي يقدّس التاريخ ويُهين الحاضر، لا بد أن نتوقف أمام مفارقة محزنة ومخزية:
نُربّي أبناءنا على تمجيد “الفتوحات”، بالمناهج ونعلّمهم أن السيف رمز العزّة والانتصار، بينما الحقيقة أن ذلك السيف — لم يكن يوماً من صنع أيدينا، بل صُنع في ورشات غيرنا، ووصل إلينا كسلعة… لا كمنجز. هل تعلم أن العرب أطلقوا على السيف أكثر من 300 اسماً ؟
لكنهم لم يمتلكوا ورشة واحدة مستدامة لصناعته!
هكذا نحن: نغرق في الأسماء والشعر والتقديس… ونفشل في الفعل والصناعة.
في مفارقةٍ تُبكي العاقل وتضحك الجاهل، نتغنّى حتى اليوم بـ”السيف” كرمزٍ مجيد، بينما لم نُجدِّد أدواتنا منذ قرون، لا في الفكر ولا في الصناعة، ولا حتى في إعادة تصنيع ذلك الرمز البائد.
ليس هذا فقط فلقد اسآنا للخالق عندما اسلافنا اعتقدو ان الله كان محتاجا لعبد صعلوك قاتل اسمة ( خالد بن الوليد) لم يترك فاحشة الا و فعلها ليتكنى ب سيف الله والمسلول ايضاً كان الله يستعين بمخلوقاتة و صناعاتهم العجيبه وقبل خالد كان الله اعزلا لا حول له ولا قوة وسوف اخصص له بحثاً أخر ( تكرمووو)
لكن العجز لم يكن شاملًا — ويا ليتَه كان.
فقد تفنّن بعض المؤمنين الافاضل في إتقان صناعة أدوات الموت: الأحزمة الناسفة، والمفخخات، ووسائل الخراب التي باتت تُصدّر باسمنا إلى العالم. مع اللاجئين
لم نبدع في التكنولوجيا، ولا في الطب، ولا في علوم الفضاء، لكننا أبدعنا — بكل أسى — في اختراع كل ما يُفجّر، ويُفزع، ويُدمّر.
لأننا اختزلنا الدين في القتال لا في البناء، تحوّلت عقولنا من ميادين التفكير إلى ساحات التفجير…
ثم يقول البلهاء:
“الله أمرنا أن نقاتل الكفار بما يصنعون… لا أن نصنعه نحن!”من جديد نسيئ للخالق لنتبين ضعفه في حاجتنا لان نفزع له ونعينه على كل مخلوقاته الاخرون الذين لا يتدينون بديننا لنظهرة الهً عاجزاً محتاج لابداعاتنا.
في زمنٍ تتسابق فيه الأمم لبناء المستقبل، نُصرّ نحن على حراسة ركام الماضي، ونجعل من رائحة الدم والتاريخ المزوّر هوية، ومن صوت التفجير خطابًا، ومن “التراث” سجنًا مغلقًا على العقل والسؤال.
أما الحضارة؟ فقد أصبحت لدينا شعارًا جوفاء نلوكها في الخُطب، دون أن نلمس جوهرها.
كأننا كُتب علينا أن نكون شهودًا على سباقها من بعيد… بينما نحن نركض إلى الخلف، بكل ما أوتينا من حماسة و عزيمة.

image