7 ث ·ترجم

يا ل ليلٍ عانق جراحنا دهورًا، ويا لفجرٍ طال انتظاره سنيناً بين أنين الأرض وصبر السماء!
نودّع عامًا ليس كالأعوام، عامًا حمل بين طياته حزنًا متجذرًا، وألمًا تراكم كجبال شاهقة فوق صدورنا. دموعٌ بللت وجوهنا، وصرخات حُبست في حناجرنا، لكنها امتزجت، رغم كل شيء، بنبض الفرح المستتر في قلوب الأحرار.
ثلاثٍ وخمسون عامًا كأنها دهورٌ من ليل حالك، زُرعت فيها الأحلام على أرضٍ قاحلة من الحرية، وسُقيت بالدمع والدم، حتى أثمرت في النهاية شجرة النصر. تلك الشجرة التي لا تهزها ريح الطغاة، ولا تكسرها يد الظلم مهما اشتد بطشها.
واليوم، تسطع شمس الحرية فوق أرضنا الحبيبة، تُنير دروبنا التي أظلمها مستبدٌ اعتقد أن الوطن ملك يديه، لكنه رحل. رحل ذليلًا، مخذولًا، يحمل أوزار عقودٍ من الجبروت، تاركًا لنا وطنًا لم يمت أبدًا في أرواحنا، وطنًا يُبعث اليوم من رماده كطائر الفينيق.
يا سوريا الحب والوجع، يا أمنا التي اشتقنا لابتسامتها! ها قد آن الأوان أن تُعانقي الفرح، أن تُعانقي أبناءك الذين لم يعرفوا سوى الحلم. لقد رحلت سنةٌ، لكنها ليست كأي سنة؛ إنها عام الثورة المكتملة، عام الولادة من جديد، عام الحرية التي غنينا لها في سرائرنا خوفًا، وغنينا لها اليوم مجاهرةً بقلوب طليقة.
عامٌ جديدٌ يشرق علينا، يحمل في طياته أملاً نُسج من أوجاعنا، وسلامًا لطالما ناشدناه في أحلامنا. سوريا تستحق الفرح، وتستحق أن تكتب تاريخها بأيدٍ حرة، بأرواح لا تعرف الانكسار.
كل عام وأنتم بخير،

image