منذ فجر الإنسانية، كان السؤال عن “المرأة” حاضرًا بقوة في الخيال البشري: من هي؟ ما دورها؟ هل هي شريكة في الوجود، أم سببٌ في السقوط؟وحين لم يكن هناك دين، كانت هناك أسطورة، وحين جاءت الأديان، ورثت بعض هذه الصور وزادت عليها. لكن ما يُثير التأمل: أن بعض الأساطير البدائية قدّمت المرأة بصورة أرقى وأكثر عدلًا من بعض النصوص الدينية التي زعمت أنها نزلت من سماءٍ عادلة!
الأسطورة السومرية: المرأة كرمز للخلق والتوازن
في حضارة سومر، أول حضارة مكتوبة عرفها التاريخ، كانت المرأة كائناً خالقًا.
الآلهة الأم نِنتو (أو “نينهُرساج”) مزجت الطين بماء نهر الفرات، وخلقت سبعة رجال وسبع نساء دفعة واحدة.
وُلدوا معًا، بشريين متساويين، دون تفوق جنس على آخر، ولا خطيئة تسبق الميلاد.
• المرأة شريكة في الخلق.
• ليست أقل، ولا مذنبة، ولا مدانة.
• بل حاملة للحياة، ومصدر توازن وخصوبة.
الأنوثة في الأسطورة السومرية كلمة مقدسة، وليست “عورة”.
فيقول الكاتب جورج كونيتينو في كتابه "الحياة اليومية في بابل
ان الحقوق التي أعطتها شريعة حمورابي للمرأة ، لم تحصل عليها المرأة الفرنسية إلا في مطلع القرن العشرين.
المرأة في مصر القديمة: الإلهة والملكة والحكيمة
أما في حضارة مصر الفرعونية، فقد ظهرت المرأة في قمة الهرم الإلهي والسياسي والثقافي:
• كانت الإلهة إيزيس رمزًا للحكمة والأمومة والحماية.
• حكمت الملكة حتشبسوت البلاد وحققت ازدهارًا عظيمًا.
• امتلكت المرأة العقار، وشاركت في الكهنوت، والميراث، واتُخذ رأيها في أمور المجتمع.
لم تكن “تابعًا”، بل كانت في أحيان كثيرة قائدة ونموذجًا روحيًا وعقليًا يُحتذى.
الأسطورة الإغريقية و بداية التحول
المرأة كعقوبة إلهية
على عكس النموذج السومري والمصري، تظهر المرأة في الأسطورة الإغريقية كأداة انتقام:
• خُلق البشر رجالًا فقط.
• سرق الاله “بروميثيوس” النار من الآلهة ليعطيها للرجال.
• غضب الآله “زيوس”، فقرر معاقبة البشرية بـ”خلق المرأة”.
وهكذا وُجدت باندورا، ومعها صندوق مغلق يحتوي كل الشرور.
قال لها زيوس: “لا تفتحيه”، لكن فضولها غلبها.
فحين فتحته، خرجت منه الأمراض، الكراهية، الموت، الشرور كلها.
هكذا خُلقت المرأة كعقوبة، لا نعمة.
وصار فضولها لعنة، وجسدها مصدر الخطر.
الديانات الإبراهيمية: من ضلعٍ ناقص إلى فتنةٍ لا تُطاق
1. في اليهودية والمسيحية
• المرأة خُلقت من ضلع الرجل.
• هي من أكلت من الشجرة أولًا، وأغوت آدم.
• حُمّلت وزر الخطيئة الأصلية، وطُردت مع الرجل من الجنة.“إلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك.”
(سفر التكوين)
وبولس، أحد مؤسسي المسيحية، يقول:
“لا أُجيز للمرأة أن تعلّم ولا أن تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت.”
المرأة هنا مخلوق ناقص، خطير، يُلام على الرغبة والمعرفة.
2. في الإسلام :
تكريمٌ على الورق، وامتهانٌ في الواقع
رغم تكرار مقولة “كرّم الإسلام المرأة”، فإن النصوص الصريحة تروي قصة أخرى:
أ. المرأة كـ”قاطع للصلاة”
“يقطع الصلاة المرأة، والكلب الأسود، والحمار.” (صحيح مسلم)
المرأة هنا مساوية للحيوان، في أقدس لحظات الإنسان: صلاته.
ب. ناقصة عقل ودين
“ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن.”
(صحيح البخاري)
حيضها يجعلها “ناقصة دين”، وعاطفتها تجعلها “ناقصة عقل”.
ج. قوانين الوصاية والتمييز
• ترث نصف الرجل.
• شهادتها بنصف شهادة.
• لا تتزوج إلا بوليّ.
• الرجل يحق له الزواج من أربع، وهي لا.
• دية المراة نص دية الرجل حتى قيل اقتل امراة و خذ الثانية مجانا.
ليس ذلك تكريمًا، بل منظومة تشريعية تبني سلطة الرجل وتُقزّم المرأة باسم الإله.
في الإسلام، أُبيح السبي كأحد نتائج الحرب، وكان يُنظر إلى النساء السبايا بوصفهن من “ملكات اليمين”، أي الإماء اللاتي يحق لمالكهن الاستمتاع بهن جنسيًا دون عقد زواج، استنادًا إلى آيات مثل:
“والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين” (المؤمنون: 5–6). أما عورة الجارية، فقد اختلف الفقهاء حولها، لكن الرأي الغالب لدى جمهور العلماء أن عورة الأمة (الجارية) ليست كعورة الحرة، فحددوها بأنها ما بين السرة والركبة فقط، واستدلوا بذلك على أن الأمة ليست كالحرة في المكانة الاجتماعية، وبالتالي ليس عليها الالتزام الكامل بالحجاب، بل كانت تُظهر شعرها وصدرها وساقيها في بعض الأحوال، واعتُبر ذلك أمرًا عاديًا في المجتمع آنذاك.هذا المفهوم يعكس طبقية فقهية واضحة بين الحرة والأمة، ويطرح اليوم تساؤلات أخلاقية كثيرة عن مدى انسجام هذه الأحكام مع حقوق الإنسان والكرامة الفردية.
المفارقة: كيف أنصفت الأسطورة وأهانت الشريعة؟
الأسطورة –رغم بدائيتها– قدّمت المرأة كرمز خصوبة، شريك في الوجود.
أما الشريعة، فقد جعلتها:
• ضلعًا معوجًا.
• عورةً تُغري.
• ناقصًا لا يؤتمن على العبادة.
• كائنًا يبطل الصلاة إذا مرّ، ككلب!
فأي رؤية أكثر إنسانية؟
أسطورة سومر التي جعلت المرأة نِصف الخلق، أم حديث منسوب لنبي يقول إن مرورها يبطل صلاتك؟
خاتمة: من نِنتو إلى الكلب الأسود
حين كانت الحضارات تصنع الأسطورة، كانت تصوغ صورة المرأة بالحكمة، بالخصوبة، بالشراكة.
وحين جاءت الأديان، بدأت تنسج حولها خيوط العيب، والنجاسة، والدونية.
فهل جاء الدين من سماء عادلة؟
أم هو صدى مجتمعٍ ذكوريّ أراد أن يلبس تسلّطه قداسةً سماوية؟
لقد آن الأوان لنراجع رواياتنا، ونقرأ المرأة لا كـ”كائن ناقص”، بل كإنسانٍ كامل، خُلق كما خُلق الرجل: من طين، للحياة، لا للفتنة.
بقلم : بسام قريشي
Mary Mary 4 timer
المرأة حتما شريكة في الوجود ولم تكن يوما سببا في السقوط الا في حالات نادرة ...تلك الأساطير البدائية التي قدمت المرأة بأروع صورة على أكمل وجه وبعدالة كبرى انصفتها حقها ،هي مرآة لضمير حي في المجتمع خُلقت مع الرجل ومن ضلعه ،لذا يجب عليه مراعاتها وانصافها كما أنها خُلقت معه في وقت واحد وليست بعده يعني أنها تتساوى معه هكذا يحب أن يكون لكن للاسف لم تنصفها الحياة ابدا ،هي كاملة لا تحتاج لمن يكملها كما يدّعون ،حاملة للحياة ،صانعة للحب كما هي صانعة للخصب ،من قدّرها وقيّمها جثى أمامها على قدميهِ احتراماً واجلالاً ..ليس ضعفاً منه ..إلّا لأنها تستحق ذلك ،امّا من قلّل من شأنها أذلّها ودمرها ...ماأكرمها الا كريم وما أذلّها إلا ذليل .. هي محور في سرديات الخلق والوجود ،عندما جاءت الأديان التي يفترض أن تقدرها وتقدسها لكن مع الاسف جاءت لتقزّمها وتذلها بأفكار بالية لا وجود لها ،حولتها الأديان من شريكة إلى تابعة في كل الحياة ،اعتبروها قاطعة للصلاة ..كلام يستوقف كل من يسمعه ،أيعقل أن تكون قاطعة للصلاة وهي من انجبتكم ،من قال إن الجنة تحت قدميها،بل هي الجنة كلها ،كيف لهم أن يقولو عنها انها قاطعة صلاة ،اي تناقض هذا ؟؟ الأساطير القديمة كرّمتها وقدّستها وعندما جاء الدين اعتبرها ناقصة ،من أعطى المرأة حقها وكرامتها ؟ ومن سلبها إياها ؟ ..سؤال يستدعي الوقوف عنده ،لماذا يسعون لتهميشها ونبذها وهل التي لم تكتمل الحياة بدونها ،ألم يسألو أنفسهم مِن أينَ جاءوا إلى الدنيا ؟ ،ألم تنجبهم امرأة ألم تحملهم امرأة !!....
أَ لَم تكن هي سبب كافي لاستمرار البشرية ،لذا وجب احترامها وتكريمها سواء كانت أم أو اخت أو زوجة أو ابنة هي آلهة الوجود بكل معنى الكلمة لا تقل شأنا عن الرجل ..منذ خلقت البشرية خلقت حواءوآدم وهم كملو بعضهم ،فلماذا نقلّل من شأنها .لماذا ؟
أنا لست عارك ياسيدي انا احمل حجابي في سلوكي في عقلي في علمي في ثقافتي وفي قيّمي ،فَمَنْ يرى التعري في وجودي فأسأل الله له الشفاء ،أنا سيدة لم تخجل من شكر الله لانه هو من خلقني هكذا جميلة الروح قبل الشكل ،فلماذا انتم تخجلون بي ؟
المرأة لم تكن يوما جسدا يصنف أو تختزل إنما هي روح هي إنسانة قبل اي شيء مخلوقة من دم وروح مثلك تماما يامَنْ تهمشها ، أيها الرجل ..لكن لا.. عذراً الرجل لم يهمش يوماً امرأة ..إنما أشباه الرجال هم من همشوها وسعىوا دوما لتحطيمها وتكسيرها .مع احترامي الجزيل لكل الرجال .
عندما صُنعت الأسطورة من قِبل الحضارات شكلت صورة المرأة بالقداسة ،بالحكمة ،بالوجود ،وعندما جاءت الأديان حاولت تقليصها فنسجت حولها خيوطا من العدم بغية العيب والنجاسة والتحتية ،أيُّ دينٍ هذا أنه دين الكفر ، مِن أينَ جاءَ هذا الدين ..أيعقل أن يكون جاء من سماء عادلة ؟ أم إنه صدى مجتمع ذكوري ؟؟...أراد أن يرتدي ثوب القداسة والطهر وهو لم يعرف معنى القداسة ..نعم لقد آن الأوان الآن أن نعترف بالمرأة بأنها إنسان كامل وليس ناقص لا تحتاج لرجلا يكملها إنما تحتاج لرجل يعززها ويكرمها يمشي بجانبها وليس أمامها أو خلفها ،هي خلقت من طين كما خُلق الرجل ،خلقت للحياة ،للامل ،للصبر ،للحب ،ولم تخلق يوما للفتنة أو العار كما يدّعون ..أحييك استاذ بسام على تلك الإضاءة التي سلطتها عن أهمية المرأة ووجودها في الحياة ..كم تمنيت أن تكون إحدى مدوناتك عن المرأة بصراحة ليست لإنني امرأة إنما لإنني إنسانة أرى بعيني الظلم والإهانة التي تتعرض لهم المرأة رغم تقدم العلم وتطور البشرية الا إن هناك عقول لم تستوعب نجاح المرأة تريدها دوما خادمة طاهية مربية ماتعة فقط لا يعترف بنجاحها ولا بوجودها كإنسانة ..تحياتي لعمق فكرك تحياتي لابداعاتك التي لم تنتهي..تحياتي لقلمك المنير دوما ...كل الاحترام لك وكل التقدير لصوتك الحُر الذي ينطق دوما بالحكمة و العدل ،الى المزيد من النجاح والإبداع نحن بانتظار كل ماهو مفيد وقيّم دمت بخير والى الامام دوما ايها المبدع .