الجوهرة التي أضاءت في الظل
في البداية، أتمنى أن أوفي هذا الإنسان العظيم حقه في كلماتي، صديقي العزيز المرحوم علاء فضل الله الحلبي، الذي كان نجماً ساطعاً بيننا، لكننا، للأسف، لم ندرك لمعانه إلا بعد أن غادرنا إلى عالم أرحب. كان علاء جوهرة نادرة، روحاً متوهجة تجمع بين ذكاء خارق وإحساس عميق، يحاكي العلم بروحانية الشعر، ويفسر الأسرار الكونية بلغة تأسر العقل والقلب. عرفته عن قرب، رأيت في عينيه بريق الحقيقة، وفي كلماته نسيجاً من الحكمة والدهشة، كأنه يرى ما لا نراه، ويسمع همسات الكون التي نجهلها. كان يمشي بيننا متواضعاً، لكنه كان جبلاً من المعرفة، بحراً من التأمل، ونهراً من العطاء لا ينضب. قدم للمكتبة العربية كتباً ومواضيع لم تكن موجودة من قبل، فتح بها أبواباً إلى عوالم المعارف المحرمة والعلوم الباطنية، ليترك بصمة لم يسبقه إليها أحد. في هذه المقالة، أحاول أن أرسم بضع خطوط من نوره، أن أحيي ذكرى إنسان ترك أثراً لا يُمحى، وإرثاً سيظل يضيء للأجيال. علاء، يا صديقي، كنتَ حلماً عشناه، وستبقى نجمة في سماء قلوبنا، تذكّرنا دائماً بأن الحقيقة تستحق أن نعيش لأجلها.
نشأة مبكرة والبذور الأولى للعبقرية
وُلد علاء فضل الله الحلبي في 1 يناير 1970 في قرية عرمان، السويداء، سوريا. قضى جزءاً كبيراً من طفولته في نيجيريا، حيث عمل والده، السيد فضل الله الحلبي. هذه التجربة في بيئة ثقافية مختلفة فتحت آفاقه، وزرعت فيه بذور الفضول لفهم العالم. كان والده داعماً رئيسياً لشغفه، حيث جلب له كتباً نادرة من مكتبات أوروبا، خاصة بريطانيا، عندما كان في الخامسة عشرة من عمره. بدأ علاء يغوص في كتب الفيزياء النادرة، ويحلل تاريخ العلماء والعلوم، مظهراً خيالاً علمياً يفوق سنه. في تلك الفترة، أبدع في اختراع أجهزة صغيرة، مثل نماذج لتطبيق نظريات فيزيائية معقدة كـ"البطارية الأثيرية"، مما جعل من حوله يرون فيه عبقرياً في طور التكوين.
التعليم والمسيرة الأكاديمية
بعد عودته إلى السويداء، أكمل علاء تعليمه الثانوي، ثم التحق بجامعة دمشق لدراسة الأدب الإنجليزي، معتبراً اللغة بوابة للوصول إلى المعارف العالمية. بعد تخرجه، سافر إلى أوروبا، خاصة بريطانيا ومصر، حيث قضى وقتاً طويلاً في البحث عن كتب نادرة في مكتباتها الشهيرة. هذه الرحلات كانت جزءاً من مهمته لترجمة ونقل المعرفة إلى العالم العربي، مما شكل أساس إنتاجه الفكري اللاحق.
إسهاماته الفكرية: مكتبة من المعرفة المنسية
أنتج علاء الحلبي 45 كتاباً، تناولت موضوعات لم يسبق لكاتب عربي استكشافها بهذا العمق. كتبه ليست نصوصاً عادية، بل دعوات لتحرير العقل وإعادة التفكير في المسلّمات. تنوعت أعماله بين الفيزياء، الطاقة الحرة، التاريخ البشري، الميثولوجيا، الفلسفة، والمعرفة الباطنية. من أبرز كتبه:
- "الأرض المجوفة": يستكشف فكرة أن الأرض قد تكون مجوفة، مستنداً إلى أدلة غير تقليدية.
- "طاقة الأورغون": سلسلة عن الطاقة الحيوية، بلمسة تأملية فريدة.
- "العالم قبل الطوفان": رحلة إلى حضارات ما قبل الطوفان الأسطوري.
- "المسيطرون" و"مخطط المتنورين": تحليل لقوى السيطرة عبر التاريخ.
- "العقل الكوني": رؤية فلسفية تربط الوعي البشري بالكون.
- "التاريخ المحرم": يكشف فصولاً مخفية من تاريخ البشرية.
- "البندول الكاشف": يتناول علوم الطاقة الباطنية.
- "من نحن": سلسلة من 12 كتاباً عن الطاقة الحيوية وتأثير الميثولوجيا.
- "الخطيئة غير المغفورة": آخر أعماله، نُشر بعد وفاته.
كتب علاء كانت موجهة للنخبة الجريئة التي تسعى للحقيقة، وتحتاج إلى "أكثر من عمر" لاستيعابها، كما قال أحد المعجبين.
شخصيته: التواضع والعزلة
كان علاء رجلاً متواضعاً، رفض الشهرة واختار العزلة ليغوص في أعماق المعرفة. عاش حياة بسيطة في بيته المتواضع بالسويداء، محاطاً بكتبه وكمبيوتره. لم يتزوج، وكرس وقته للبحث والكتابة، حتى على حساب علاقاته الاجتماعية. كان يتميز بأخلاق عالية وطيبة قلب، لكنه اختار حي
تأثيره الثقافي:
منارة في الظل
على الرغم من رفضه الظهور الإعلامي، ترك علاء بصمة عميقة في الثقافة العربية. كتبه أصبحت مرجعاً لعشاق المعرفة الباطنية، وانتشرت عبر منصات مثل تيليغرام، حيث شكلت مجتمعات من القراء تناقش أفكاره. ألهم جيلاً من الباحثين لاستكشاف مجالات مثل الطاقة الحرة والتاريخ البديل، وبقي منارة لمن يسعون خلف الحقيقة. مع ذلك، لم ينل الشهرة الواسعة التي يستحقها، ربما لأن أفكاره كانت سابقة لعصرها.
التحديات التي واجهها
واجه علاء تحديات كبيرة بسبب طبيعة أفكاره الجريئة. كتبه، التي كشفت عن اختراعات مُقمعة وحضارات مغيبة، حُظرت في عدة دول، لأنها تحدت السرديات الرسمية وفتحت أعين القراء على حقائق غير مرغوب في نشرها. هذا التهميش لم يثنه، بل زاده إصراراً على مواصلة رسالته.
خاتمة: دعوة لإعادة اكتشاف نوره
علاء فضل الله الحلبي لم يكن مجرد كاتب، بل ظاهرة فكرية، شعلة معرفة أضاءت في زمن الظلام. رحل عنا في 7 أغسطس 2023 إثر سكتة قلبية، لكنه ترك 45 كتاباً كدعوة مفتوحة للغوص في أعماق الحقيقة. كنتُ محظوظاً لأنني عرفتك، يا علاء، لأنني لمست قلبك الطيب وعقلك المتوهج. رحلتَ، لكن كتبك ستبقى تخاطب الأجيال، تحثها على السؤال والاستكشاف. رحمك الله، وألهمنا إرثك العظيم. فلنقرأ كتبك، ولنحيي ذكراك بالبحث عن الحقيقة التي كرست حياتك لها، فأنتَ حيٌّ فينا، وستظل نجمة تهدينا إلى الأبد.
بقلم: بسام قريشي
Mary Mary 3 timmar
كم هو جميل أن نسلط الضوء على هذه القامة الفكرية المتّقدة نوراً وعلماً ومعرفة ..وكم نأسف حقا أن هذه القامة لم تأخذ حقها في الحياة ولم تجد من يكتب عنها ...هذا الإنسان هو شعلة ذكاء،نابغة، جوهرة نادرة قلّ مثيلها ...المرحوم علاء اسمٌ على مسمّى له من اسمه العلا والمجد فلترقد روحه بسلام وطمأنينة لان ارثه سيبقى حاضرا في مماته وبصمته لم تتلاشى بعد أن ترك هذه الكتب القيمة التي تحوي العلم والمعرفة تلك الكتب التي تحتاج إلى عقل فوق العقل للوصول إلى محتواها ومعرفة تفاصيل حروفها قرأت إحدى كتبه،،،التاريخ المحرم ،،،، هي حقا تحتاج لأكثر من عمر لاستيعابها وفهمها كمية المعرفة بها من الصعب تجاوزها لما تحتويه من قيم وافكار نابعة من عقل صلب متأجج بالذكاء والعبقرية ،التواضع وعدم سعيه للشهرة هو دليل كافي على ذكائه ورجاحة عقله ،ستبقى إسهاماته مكتبة من المعرف لكنها ليست منسية طالما هناك أشخاص مثلك استاذ بسام يسعى لاظهار النور واعلاء صوت الحق والكشف عن اسم نسيه الزمن وهو اسم من ذهب لك ترفع القبعة والف تحية لعقلك النيير أيضا وسعيك لإلقاء الضوء على هذه الشخصية الفذة التي تستحق فعلا الحديث عنها والوقوف عند أعماله حبذا لو تنشر في مكتبتكم الموقرة كتبه القيمة هو يستحق ذلك وتستحق كتبه أن تخرج إلى النور بعد العتم فلنسعى جميعا جاهدين للتعريف عن كتبه وعن شخصيته الموقرة رحم الله الاستاذ علاء صاحب العقل الاسطوري ،انه لفخر أن تكون بذور عبقريته نشأت في جبل العرب وهو فخر أيضا لكل من عرفه ،رغم رفضه الظهور الإعلامي إلّا إنه ترك بصمة عميقة في الثقافة العربية وكتبه أصبحت منارة لعشاق المعرفة والفكر ،سيبقى شعلة لمن يسعى خلف الحقيقة وأفكاره كانت سابقة لعصرها لذلك لم ينل الشهرة التي يستحقها ،والتحديات التي واجهها في سبيل ايقاف معرفته لانه كشف عن اختراعات مهمشة وحضارات مغيبة تفتح عيون القراء على حقائق غير مرغوب في نشرها هو مازاده إصرارا على مواصلة طريقه في البحث والمعرفة ،دعوتك لإعادة اكتشاف نوره عمل جميل ينّم عن روح محبة لنشر الخير ،نعم المرحوم علاء لم يكن مجرد كاتب إنما كان نابغة بل ظاهرة فكرية شعلة معرفة أضاءت في زمن الظلام وستبقى هذه الشعلة مضاءة حتى في مماته ،في مدونتك هذه استاذ بسام أحييت ذكرى صديقك المرحوم علاء وانت حقا نعم الصديق كم هو عظيم أن يترك الإنسان بعد مماته ارث من الصداقة وارث من العلم ، كتبت عن صديقك ما يستحقه فعلا ونشرت أعماله القيمة فبعملك هذا اثبتَ نعم الصداقة ونعم الوفاء ،فلترقد روحك يا أستاذ علاء بسلام ستبقى كتبك منارة للعقول من بعدك .
كل الشكر والتقدير لأعمالك استاذي المقدر وتحية والف تحية لانجازاتك التي تسعى دوما فيها لنشر المعرفة والفائدة للجميع إلى المزيد من النجاح والإبداع في عملك .