المسكوت عنه في الإسلام اغتيال كعب بن الأشرف: جريمة تكشف الوجه الدموي للإسلام

حادثة تكشف وحشية الإسلام المبكر، حيث أمر محمد باغتيال شاعر يهودي لم يحمل سيفًا بل هجى بكلماته. استُدرج كعب ليلًا بخيانة أقرب الناس إليه – أخوه في الرضاعة – ثم ?

حين نقرأ التاريخ الإسلامي من مصادره الأصلية، نجد أنفسنا أمام مشهد مروّع يختلف جذريًا عن الصورة المثالية التي يروّج لها رجال الدين. فبينما يصفون محمّدًا بـ"نبي الرحمة"، تروي كتبهم كيف أمر بعمليات اغتيال سرية لا تختلف عن أساليب المافيا.
إحدى أبشع هذه الحوادث هي جريمة اغتيال الشاعر كعب بن الأشرف، التي تكشف جوهر المشروع المحمدي: إسكات الكلمة الحرة بالدم، وتقديس الغدر والخيانة باسم الله.

 من هو كعب بن الأشرف؟ 

كعب بن الأشرف شاعر يهودي من قبيلة بني النضير في يثرب. كان ذا مكانة اجتماعية عالية، يكتب الشعر وينظم الهجاء كما هو شائع بين القبائل العربية. بعد معركة بدر (624م)، التي انتصر فيها محمد وأصحابه على قريش، كتب كعب أبياتًا يرثي فيها قتلى قريش، ويتهكم على محمد.
في مجتمع الجزيرة العربية، كان الهجاء سلاحًا مشروعًا. القبائل هجت بعضها عبر التاريخ، ولم يكن الرد بالقتل بل بالشعر المضاد. ومع ذلك، تعامل محمد مع أبيات كعب كجريمة تستحق الموت.

 قرار الاغتيال 

تنقل المصادر الإسلامية (ابن هشام، البخاري، مسلم) أن محمدًا استدعى محمد بن مسلمة وقال له:

"ممن لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله."

ملاحظ هنا أن "الأذى" ليس حربًا أو اعتداءً مسلحًا، بل كلمات شعرية. ومع ذلك، أصدر محمد أمرًا صريحًا بالتصفية الجسدية، لا المناظرة أو الرد.

 خطة الخيانة 

من أبشع تفاصيل الحادثة أن محمدًا أمر بمشاركة أبي نائلة (سلكان بن سلامة)، وهو أخو كعب في الرضاعة.

الفكرة كانت استغلال هذه العلاقة الوثيقة ليطمئن كعب فلا يشك بالمكيدة.
الخطة:

إيهام كعب بأنهم تذمروا من محمد ويريدون نصيحته. استدراجه ليلًا إلى مكان بعيد عن حصنه.الغدر به عبر طعنات جماعية حتى الموت.

إنها عملية اغتيال بكل المقاييس: تخطيط مسبق، استدراج بالخداع، استغلال علاقة عائلية، ثم ذبح جماعي.

 مشهد الدم 

الروايات تذكر أن كعب خرج مطمئنًا ليلًا مع "إخوته"، وما إن سار معهم حتى أمسكوا به. حاول الاستغاثة، لكن السكاكين تكالبت على جسده. طُعن في صدره ورقبته حتى خارت قواه وسقط صريعًا، يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وابل الطعنات.
المشهد لم يكن مواجهة شجاعة، بل جريمة ليلية جبانة ضد رجل أعزل، يساق إلى حتفه بخيانة أقرب الناس إليه.

الدلالات الأخلاقية والسياسية

 اغتيال الكلمة: 
لم يحتمل محمد هجاء شاعر. الكلمة واجهها بالسيف، مما ينفي أي قيمة لحرية الفكر أو التعبير في الإسلام.

 استغلال الروابط الإنسانية: 
إشراك أخ في الرضاعة في عملية الغدر يعكس درجة الانحطاط الأخلاقي. الدين هنا يذيب روابط الدم والحليب في سبيل الولاء الأعمى للزعيم.

 شرعنة الغدر: 
لم تُخفَ الجريمة، بل دوّنت بفخر في كتب الحديث والسيرة على أنها "نصر من الله". وهكذا تحوّل الاغتيال إلى عبادة، والخيانة إلى فضيلة.

 جذور الإرهاب: 
إذا كان نبي الإسلام نفسه يبرر قتل شاعر أعزل، فما الذي يمنع أتباعه من قتل المفكرين والصحفيين اليوم؟ ما نراه من اغتيالات جماعات متطرفة هو امتداد طبيعي لهذه السابقة الدموية.

 مقارنة حضارية 

بينما كان شعراء اليونان يتهكمون على ملوكهم في المسرحيات الهزلية دون أن يُقتلوا، وبينما كتب الفلاسفة الرومان نقدًا لاذعًا للسلطة دون أن يُغتالوا سرًا، كان محمد يرد على شاعر بسيط بجريمة قتل.
هذه المقارنة تكشف الفارق بين حضارات قبل أكثر من ألفي عام، عرفت حرية الكلمة، وبين مشروع محمد الذي لم يتحمل بيتًا من الشعر.

  الخاتمة  

اغتيال كعب بن الأشرف ليس مجرد واقعة عابرة، بل علامة فارقة في كشف جوهر الإسلام. فهنا يظهر "نبي الرحمة" في هيئة زعيم عصابة، يأمر بالخيانة والذبح، لمجرد أن شاعرًا عارضه بكلمة.
إنها لحظة تاريخية تؤكد أن الإسلام لم يُبنَ على الحوار ولا على القيم الإنسانية، بل على الدم والسكين.
ومنذ تلك الليلة السوداء، بات واضحًا أن أي صوت ناقد في ظل هذا الدين سيُسكت بالسيف لا بالحجة. وما نشهده اليوم من عنف وإرهاب ليس إلا تكرارًا حرفيًا لما فعله محمد قبل أربعة عشر قرنًا.


التوثيق من المصادر الإسلامية

 من سيرة ابن هشام (رواية ابن إسحاق) 

قال ابن إسحاق: ثم قال رسول الله ﷺ: من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله. فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله، أتحب أن أقتله؟ قال: نعم. قال: فاذن لي أن أقول شيئًا. قال: قل. فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل (يعني النبي) قد سألنا صدقة، وإنه قد عنانا، وإني قد جئتُك أستسلفك. قال: وأيضًا! والله لترجعنّ إليه. قال: إنا قد اتبعناه فنكره أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير أمره. قال: فلم يزل يكلمهم حتى وافقوه على أن يقتلوه. ثم خرجوا إليه في ليلة مقمرة حتى أتوه فخرج إليهم متوشحًا، فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟ إني أسمع صوتًا كأنه يقطر منه الدم! قال: إنما هو محمد بن مسلمة وأخي أبو نائلة، إن الكريم لو دُعي إلى طعنة بليل لأجاب! ثم خرج إليهم، فتشبثوا به وقتلوه.

 ? الملاحظات: 

النبي يأمر بالقتل مباشرة.

استغلال الكذب والخداع للوصول إلى الهدف.

زوجة كعب تشعر بالخطر وتستحلفه ألا يخرج، لكنه يثق بـ"أخيه في الرضاعة" فيُغدر به.


من صحيح البخاري (كتاب المغازي، باب قتل كعب بن الأشرف) 

ععن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: من لكعب بن الأشرف، فإنه قد آذى الله ورسوله؟ فقام محمد بن مسلمة، فقال: يا رسول الله، أتحب أن أقتله؟ قال: نعم. قال: فأذن لي أن أقول شيئًا. قال: قل. فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل قد رغبنا عن طعامنا، ورغبنا في الشيء، وسألكم الصدقة. قال: والله لتملنه. قال: إنا قد اتبعناه، ونكره أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير أمره. قال: أفترهنوني أبناءكم؟ قالوا: إنا نكره أن تعيبنا العرب، ولكن نرهنك اللأمة. فوعدوه أن يأتيه، فجاؤوه فدعوه فخرج إليهم، فقتلوه.

? الملاحظات:

الرواية تُظهر أن الكذب والخداع جزء من الخطة وبموافقة النبي. لنبي يُشرك الآخرين في تنفيذ القتل بدلًا من مواجهته بنفسه، مما يزيد الطابع "العصابي" للجريمة.


 من صحيح مسلم (كتاب الجهاد والسير) 

ععن جابر بن عبد الله: أن رسول الله ﷺ قال: من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله. فقال محمد بن مسلمة: يا رسول الله، أتحب أن أقتله؟ قال: نعم. قال: فأذن لي أن أقول شيئًا. قال: قل. فأتاه فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة، وإنه قد عنانا. قال: وأيضًا والله لترجعنّ إليه. قال: إنا قد اتبعناه، ونكره أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير أمره. قال: فلم يزل يكلمهم حتى وافقوه. قال: فلما واعدهم، فأتوه فدعوه فخرج إليهم، فقتلوه.

? الملاحظات:

الحديث متطابق تقريبًا مع روايات البخاري وابن هشام.

"إذن لي أن أقول شيئًا" أي استئذان بالكذب والخداع، فيوافق النبي بلا تردد.


 قراءة نقدية للتوثيق 

المصادر متفقة: جميع الروايات في البخاري ومسلم وابن هشام متطابقة في الجوهر: النبي هو صاحب الأمر المباشر، والاغتيال تم بالخداع، والسبب لم يكن إلا هجاء شعري.

تقديس الغدر: الكذب، الخيانة، الغدر، استغلال الروابط الأسرية (أبو نائلة أخو كعب من الرضاعة) كلها أُعطيت شرعية دينية لأن النبي باركها.

مفارقة "نبي الرحمة": من المفترض أن يكون "النبي" قدوة أخلاقية، لكنه هنا يتصرّف كزعيم عصابة يأمر باغتيال شاعر أعزل.

التأثير التاريخي: هذه الروايات ظلت تُدرّس وتُروى كفضائل، مما أسس لثقافة دينية ترى في الاغتيال والخيانة وسيلة مشروعة لإسكات المعارضين.


 الخاتمة الموسعة بالتوثيق 

جريمة اغتيال كعب بن الأشرف ليست مجرد قصة في كتب التاريخ، بل وثيقة دامغة على طبيعة الإسلام العنيفة. فالنبي الذي يقال إنه جاء بالرحمة، أعطى الإذن بالقتل، وبارك الكذب والغدر، وجعل من شاعر أعزل هدفًا للسكين.
إنها لحظة تكشف أن الإسلام ليس دينًا أخلاقيًا بل مشروعًا سلطويًا، لا يقبل النقد ولا الحوار، ويُقدس الاغتيال كطريق للسيطرة.
ومن هنا نفهم كيف أن كل الحركات الإسلامية، من الخوارج قديمًا إلى داعش والقاعدة حديثًا، تستلهم ماضيها الدموي من نصوص مقدسة، مصدرها نبي جعل من القتل عبادة، ومن الغدر شرفًا، ومن الشعر جريمة تستحق الموت.

 بقلم: بسام قريشي      

========================== 


Bassam Karishy

21 בלוג פוסטים

הערות