روعة الحياة بالاهتمام .....فالاهتمام لا يطلب.....يأتي من عبق المحبة ....فإن كان للغياب الف سبب .....لا يوجد للحضور الا سبب أصله المحبة والاهتمام .....احب من أحبه قلبك ..واعشق من اهتم بك ...فاحساس الاهتمام أعظم من احساس الحب .....إن بقي الحب ورحل الاهتمام ....رحل الحب لا محال ....وان رحل الاهتمام ....لم يبقى الحب ....اهتمو بمن يحبكم ويهتم بكم ....بالاهتمام يزول الحزن ويأتي الفرح .
الى متى هذا الصمت الذي يغلف عقولكم ويهيمن على تفكيركم ..اخاطب كل العالم الذي يرى و ينصت ..يسمع ولا يتكلم ..هل ماتت قلوبكم .ام اعتدتم على مناظر القتل وصور الموت أصبحت من روتين حياتكم ..تشاهدونها من خلف شاشات هواتفكم وكأنها صور ملونة مرسومة بدموع فنان وحرقة ام وبكاء مسّن ..صبغت شوارعنا بدماؤنا الطاهرة وعذبت اطفالنا بلا سبب وسرقت بيوتنا وحُرقت اشجارنا دون مبرر..
من سويداء الروح اكتب من السويداء الجريحة أناشد أهل المروءة والكرامة فقط ..اكتب من جبل العرب الذي أصبح شاهقا بالحزن مخضبا بالألم مزروعا بالخوف ..لا تتحدثوا عنا في خبر عاجل أو في تقرير مسائي ..تحدثوا عنا في صحوة ضمائركم في يقين لسانكم في صدق عيونكم ..نحن لسنا أرقاما ولا ظلالا ولا وجوها عابرة ..نحن بشر احياء نحلم بوطن يجمعنا ولا يبعثرنا ..نحلم بأمان يلف بيوتنا ويغلف حدودنا ..نحن امهات تغنينا بالحب والسلام ..والان اصبحنا نتغنى بالبكاء والنحيب على فلذات أكبادنا على اخوتنا وعل اهلنا ..آباء يبنون بيوتنا بحب وصبروامل .والآن يدفنون أبناؤهم دون وداع ودون مراسم عزاء لأن الخوف سكن قلوبنا قبل عقولنا ..اطفال لم يتعلموا بعد كيف يعزفون لحن الحياة ..والان اصبح يعزفون لحن الوداع ..يهربون من الموت لكن الموت يلاحقهم اينما ذهبوا ..نحن لا نطلب الشفقة نحن نريد الحقيقة ..لا نحتاج تعاطفكم المؤقت نريد صحوة لضمائركم النائمة ..نريد صوتكم أن يرتفع ليصل إلى عنان السماء .أن تصرخو في وجوه هؤلاء الوحوش وتنطقو بكلمة ..كفى ..كفى قتلا كفى ذبحا ...حين تُقطع الأعناق بسيوف الجهلة ..وتُقص اللحى بآيادي مشوهة ..وحين ترمى الإنسانية مطعونة مذبوحة عندها على الدُّنيا السلام ..لكن اسمعواا وان سكتم عن الحق ..فالله معنا نحن اصحاب حق لم نعتدي يوما. . ستنهض الصرخات المدفونة من جوفنا ومن كل شبر باقي في ارضنا ..لتزلزل الضمائر الميتة ..حتى ننجو وسوف ننجو مرة ثانية وثالثة ودوما سننجو بعناية ربنا اولا وبهمة ابطالنا ودعاء امهاتنا وآمال اطفالنا ..لنرى ماتبقى من وطن لن بشبهنا لانه لم يحتوينا يوما ..عندها كيف لي ان اصافحك واضع بدي بيدك الملوثة بدماء ابناؤنا وأهلنا ..تلك الايادي التي لوثت كل آمالنا ودمرت احلامنا ..لكننا باقيون ..سننهض من تحت الركام مهما تالمنا. نحن لا نموت ..لأننا نخلق من جديد بنفس الروح وبنفس الكرامة ..
هذه اوجاعنا العارمة لنا وحدنا لا نريد من احد أن يشاركنا الحزن ..السويداء تنزف ليس من رصاص غدركم ..إنما تنزف من خذلان أناس كنا نظنهم شركاء وطن وأخوة ..تنزف من سكوت امم تدّعي الإنسانية وهي لا تعرف معنى الرّحمة ..
هل سمعتم يوماً صرخة كرامة تُطلق من جبل ٕ؟
هذه صرخاتنا لكنها ليست صرخات استغاثة ونجدة ..إنما هي صرخات عز وإباء وكرامة وبطولة ...نحن من سطّرنا التاريخ ببطولاتنا ...نصرخ كي لا نصمت ..نكتب كي لا يُنسى من رحل ..ننزف ببطئ لكننا لم نسقط ..نتعافى بدعوات امهاتنا ..وضحكات اطفالنا ...وصلوات شيوخنا ...
فلتعلمو نحن من ارض لم تنكسر يوما مهما ضعفت تشتد من صبرها و صخورها ...نحن من السويداء صخرة البازلت ..
السويداء تموت واقفة ولا تسقط ...تداوي وهي جريحة ..وتحّب وهي تتألم ..لتقول لكل الشعوب انا هنا ...انا صامدة واقفة وقفة عزّ وكرامة وشجاعة ..لن اركع ..لن أُذّل ...
فلا اسفاً على وطن يُبنى بالدماء ..
ستنقلب السماء عليكم يوما ..وتحرق ماتبقّى من انجاسكم ...
بقلمي
الكتابة تأتي من احساس عميق مدفون بداخلنا تأبى أفواهنا أن تنطق بها .....وحده القلم قادر على نسج حروفنا مهما كانت عميقة ....عندما تكتب تكتب براحة مطلقة دون تلعثم دون وجل دون خوف ودون خجل ....تكتب بنبض قلبك و احساس روحك ....الكتابة قلم ينبض ...يتحدث على الورق ....يسرد المشاعر ....الكتابة رووح ....والروح لها نفس ....لها ملامح وملامحها تعبير صادق عن احاسيسنا ....عندما تصبح الحروف متبادلة مرة تكتب عن شعورك ..ومرة تكتب عن مواقف حصلت امامك ومع غيرك .....حيث يجد كل قارئ كلماتك تلامس روحه فيقول هذا يتحدث عني ....ومرات عديدة تجد نفسك انت بين حروف أحد لا تعرفه .....وكأنه يتحدث عنك ...ونصادف أحيانا أن نقرأ كلمات أحد ونحبها دون معرفته لأنها تلامس ارواحنا وتصل الي أعماقنا بشفافيتها وصدقها ....نستمد منها طاقة إيجابية وقوة وامل وصبر وحب ...لذلك بالكتابة فقط تحيا ارواحنا ....هي راحة لما في صدورنا .
سوف يبقى قلبي مثل الياسمين مهما خانته الفصول .....في كل فصل يكون له وقع .؟.ففي الشتاء يروي القلوب العطشى بالمحبة ....وفي الصيف يجني محصول الخير من الصدق والاهتمام ...وفي الخريف تتساقط الدموع المتراكمة في العيون ....أما في الربيع وهو فصلي المحبب لدي ....فصل الاشراق والإبتسامة ....ستزهر الأرواح وردا وفلا ويتبعثر الياسمين على كل الوجنات لتعبق الأرواح بالمحبة والصدق ...هذا هو قلبي مهما تعددت عليه الفصول .....وانا ممتنة جدا لقلبي وسأبقى على عهدي .