5 ב ·תרגם

تبدو الكتابة في هذا الزمن كإمرأة عجوز خانتها الايام والسنوات ،نحن مغتالون بابجديتنا وحروف لغتنا ،مخيفة جدا هي الكتابة لأنها تحرضنا على قول مالا يقدر أحد أن يقوله ،هي بيت اسرارنا لأنها المكان الوحيد الذي نبوح به بكل مافي فكرنا من صيغ وكلام ،الحرف الناطق ينبع من اعماق القلب ورحم المعاناة يسبر أغوار القارئ في كل مكان ،فالصامتون نصف أحاديثهم في داخلهم مكبوتة والنصف الآخر في عيونهم تتكلم ولا يفهم تلك العيون الا من عرف الغوص في بحارها ،فتحية والف تحية لكل من قرأنا من عيوننا دون البوح بمكنون قلوبنا وأرواحنا ،تحية لكل إنسان عرف الإنسانية قبل الحب ،تحية لتلك القلوب التي تنبض بالمودة والطيب ،تحية لأرواح جعلتنا نتكلم ونخرج من صمتنا ،تحية لذلك الصديق الذي يقف خلفنا وليس أمامنا ،يرمم جراحنا ويلملم ماتبعثر من خطواتنا ليضعنا على الطريق الصحيح بمحبة وعناية دون مقابل ودون رياء ،فليسعد قلب كل من اسعد قلوبنا وأحيا ارواحنا سواء كان صديق أو قريب أو حبيب .يخيل اليك أن حياتك هادئة كاملة حافلة بكل ماهو جميل ،حتى يظهر في حياتك شخص يجعلك تدرك ماكنت تفتقده طوال هذا الوقت .
...بقلمي ...

image