تتعانق الحروف لتتكون الكلمات ، وتحكي كأنها حكايات ، وينبض لها القلب آهات ، وتعزف كالنغمات ...وتارة ترسم البسمات وتبقى الحروف سر البوح والأناة ، عندما يشرق القلب وتتحدث الروح فإن الحروف تتزاحم وتتدلل .
العناق ليس معناه جسد يلامس جسد
العناق روح تلامس روح
الكلمة الحلوة عناق
الحنية وقت الوجع عناق
الطبطبة وقت الحزن عناق
الاحتواء عناق
وبعض الحروف أمارة بالعشق ، تثمل الفكر ، وتداعب النبض ، تثير الشوق ، وتحرض القلب فتذوب الروح ما أن يعانق الحرف الحرف .

التجاهل ليس صمتا نبيلا ، بل سهم مسموم يخترق صدر المحبة ، هو الريح التي تطفىء نار الوصل، والنوم الذي يغفو ع صدر الأنانية ، ومن يزرع التجاهل في أرض الحب لا يحصد إلا صحراء الندم ، لا تكن قاسيا ع القلب الذي قرع بابك ولا تنسى أن الأرواح تتلاقى قبل أن تتصافح الأيدي ، فكل تجاهل صغير وكل جرح لم يداوى ، هو مسمار في نعش العلاقة ، الذكورة الأصيلة لا تسيطر بل تحتوي ، لا تقمع بل توجه ، لا تبحث عن الطاعة بل عن الشراكة في وعي متبادل ، فلا تكن العلاقة بين رجل وامرأة فقط ، بل بين قطبين من نور يرقصان في تناغم كالشمس والقمر ، كالماء والنار ، كالعاشق والمعشوق ، الأنوثة ليست ضعفا كما يظن ، بل سر التكوين ، رحم الحياة ، ملجأ الجمال ، ومهد للسلام ، عندما تفتح الأنثى قلبها لك ، قم بالوضوء ....ثم ادخل بسلام ، فقلب المرأة جنة ، المشاعر كالأجساد ، تشعر بالبرد إن لم يحتضنها دفء الاهتمام ، إن الذي يحب ذاته بصدق لا يسلم قلبه إلا لمن يعرف يمسكه برفق لأن هذا القلب هو أقدس مافيك ، فسلاما على من ناديناهم بالروح فردوا علينا بالقلب .

كيف للحروف حين نكتبها أن تنبض بما يخفيه القلب ..... وأنها تحمل نبضا يبقينا ع قيد الحياة. الذين يملكون قلوبا مليئة بالحب ، تكون أياديهم دائما ممدودة بدون مقابل ، كدثار دفء يطلق معاقل النور والخير في سراديب مظلمة فيجعلها تنير كأنجم وأفلاك مزهرة .
الحب ليس أن تتشفى بمن تحب ، بل تشفى بسعادة وراحة من كان يوما هو همك واهتمامك الأول في هذه الدنيا ، فمن احببناهم سيبقون في القلب حتى ولو لم تسمح لهم الظروف أن يكونوا لنا أو معنا .وتذكروا الحب دعاء في ظهر الغيب ، فادعوا لمن تحبون أو كنتم يوما تحبون .
الأرواح النادرة لا تتكرر ، والحضور الطاهر لا يعوض ، فلنعاشر من فيه الخير ، لا من عنده خير ، فالأول نعمة لا تزول والثاني صفقة قد تنتهي .
لا تؤذ من أحبك ، لا بصمتك ولا بكلامك ، فالصمت الجارح كالسيف ، والكلمة الباردة قد تكون آخر نبضة في قلب كان ينبض لك .
العلاقة ليست وصل ، بل هي أيضا كيف تنهيها ، فما ينفعك إن كنت في الحب قمرا ، ثم صرت بعده ظلا قاتما لا يذكر إلا بالألم ؟ القلوب أبواب منها ما يفتح بالعطف ومنها ما يغلق إلى الأبد بالخذلان ، فإن قررت الرحيل ، فارحل بنبل ، ولا توصل أحدهم لمرحلة الإنغلاق الشعوري ، ارحل كما يرحل الربيع هادئا جميلا مشبعا بالحنين ، لا كما يرحل الجفاف قاسيا ، يميت ما تبقى من زهر في الروح .

تعزيز الطاقة في العشر الأواخر من رمضان رحلة نحو النور والتجلي ...تجربتي في ظلال العشر الاواخر من رمضان تتجلى لحظات استثنائية من الصفاء والطاقة النورانية ، وكأن الزمن يتوقف ليمنحنا فرصة للغوص في أعماق الروح وإعادة برمجة الوعي وتحرير الجسد من أثقاله إنها أيام تصطف فيها الأبواب المفتوحة بين السماء والأرض ، فتتدفق الطاقات ، ويصبح القلب أكثر استعدادا لاستقبال النور الإلهي. في هذه الأيام ، يكون الحجاب بين العوالم أكثر رقة فتكون الفرصة سانحة للاتصال العميق بالله وممارسة التأمل ولاعتكاف والعبادات والدعاء ، فلا عجب أن ليلة القدر تقع ضمن هذه الأيام فهي ليلة يتجلى فيها النور بأعلى درجاته ، مما يعزز الذبذبات الطاقية ويرفع الوعي إلى أبعاد أكثر نقاء .علم النفس الحديثيثبت أن التأمل العميق والتفرغ الروحي يساهمان في إعادة برمجة الدماغ حيث تتراجع مستويات التوتر والقلق ويزداد إفراز السيروتونين والدوبامين وهما هرمونا السعادة والاسترخاء ، كما أن الصيام الطويل والتأمل العميق يساهمان في التوازن العاطفي .كل شيء في الكون يهتز بطاقة معينة ، وفي العشر الأواخر تكون الذبذبات الطاقية أكثر نقاء وصفاء ، مما يجعل الإنسان أكثر قدرة ع استقبال الترددات الروحية العلياوهنا تكمن قوائم عديدة من الأسرار الإلهية .وتشير الدراسات الطبية والعلمية أن القيام في أوقات الفجر والسحر يساعد ع ضبط الإيقاع البيولوجي للجسم يعمل على تحفيز إنتاج الميلاتونين وهو هرمون مرتبط بالوعي الداخلي والسلام النفسي.الجسد في العشر الأواخر يخوض عملية تطهير كاملة حيث يعمل الصيام المتواصل على تنشيط عمليات الأوتوفاجي ، وهي آلية الجسم في التخلص من الخلايا التالفة وتجديد الأنسجة . فمن يعيش هذه الأيام بوعي صادق يستفيد منتحرير طاقته ، عندما تكون الروح حاضرة فكل شيء ممكن، وعندما يكون القلب منفتحا فالنور يدخل، دع الصمت يكون مرشدك ، ودع النور يتغلغل في أعماقك .